تدبر سبع و سماء وطبق في القرآن

  1. مفهوم كلمة “سبع” لسانيًا

أ. التحليل اللساني لجذر كلمة “سبع

الجذر الثلاثي س- ب-ع يحمل دلالات التعدد، التراكم، والتنظيم مع الثبات والاستقرار. بناءً على تحليل الحروف:

  • س: يشير إلى الحركة الحرة والاحتمالية، مما يعبر عن التعدد والانفتاح على مسارات متعددة.
  • ب: يمثل الضم والجمع المستقر، حيث يجمع العناصر أو الطبقات في كيان واحد متماسك.
  • ع: يعبر عن البُعد والعمق، وهو ما يشير إلى التوسع والامتداد المكاني أو الزماني.

ب. الاستخدامات اللسانية لكلمة “سبع

  1. سبع بسكون الباء (العدد سبعة)

العدد “سبعة” يعبر عن التعدد المكتمل أو المتناغم، حيث يضم كيانًا متكاملاً من الطبقات أو العناصر. في القرآن الكريم، الرقم سبعة يأتي في سياقات تدل على التنظيم السماوي أو الأرضي:

  • فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ (البقرة: 29): هنا يُظهر العدد سبعة تعدد السماوات وتنظيمها في طبقات متكاملة.
  • سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (الملك: 3): تُشير إلى السموات السبع المترابطة والمتراكبة التي تشكل كيانًا متماسكًا.
  1. سبُع بضم الباء (الحيوان المفترس)

الحيوان المفترس يُسمى “سبُع” لأنه يعكس القوة والسيطرة المتكررة. كلمة “سبُع” تتصل بفكرة التكرار والهيمنة في السلوك، كما يظهر في النص القرآني:

  • وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ (المائدة: 3): إشارة إلى الحيوان المفترس الذي يعتمد على قوة مستمرة لاصطياد فريسته، مما يعكس فكرة الضم والاستحواذ.
  1. مفهوم كلمة “سماء” لُسانيًا

أ. التحليل اللساني لجذر كلمة “سماء

الجذر س- م- و يدل على الارتفاع والعلو. السماء في اللسان العربي تعبر عن كل ما هو فوق الإنسان، بما يشمل الفضاء الفسيح والمرتفعات السماوية. تحليل الحروف:

  • س: يعكس الحركة الحرة والانفتاح اللامحدود، مما يرمز إلى اتساع السماء.
  • م: يمثل الضم والتنظيم المتصل، حيث تجمع السماء مكوناتها في نظام محكم.
  • و: يشير إلى الامتداد المكاني المنضم، الذي يعكس فكرة العلو والاستمرار في البعد.

ب. استخدامات كلمة “سماء” في القرآن

السماء تأتي في القرآن بمعنى الفضاء العالي أو المرتفع، كما أنها تشير إلى مستويات أو طبقات مختلفة أو أبعاد وآفاق ممتدة:

  • اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (الملك: 3): السماء هنا تشير إلى تعدد الطبقات أو المستويات المتراكبة التي تكون فوق الأرض.
  • وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ (الذاريات: 47): يشير إلى بناء السماء بقوة وتنظيم دقيق، وهو يعكس فكرة الامتداد المكاني الواسع.
  1. مفهوم كلمة “طبق” لُسانيًا

أ. التحليل اللساني لجذر كلمة “طبق

الجذر ط- ب- ق يشير إلى التغطية، التماثل، والتطابق، مما يعبر عن تراكب أو تطابق الطبقات أو العناصر. بناءً على تحليل الحروف:

  • ط: يمثل الدفع والقوة، مما يشير إلى فعل التغطية أو الإحكام.
  • ب: يدل على الضم والجمع المستقر، حيث يجتمع العناصر في نظام متطابق.
  • ق: يعكس الوقف الشديد والإغلاق، مما يعبر عن الإحكام والتمام في التطابق.

ب. استخدامات كلمة “طبق” في القرآن

كلمة “طبق” تأتي للإشارة إلى التماثل والتناغم بين الطبقات أو المراحل:

  • لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (الانشقاق: 19): تشير إلى التتابع المنظم لمراحل أو طبقات، حيث يتم الانتقال من طبقة إلى أخرى بطريقة متماسكة.
  1. تحليل النص القرآني: “سبع سموات طباقًا

قال الله تعالى:

الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ
(الملك: 3)

أ. التحليل اللساني

  • سبع: العدد “سبعة” يعكس التعدد المنظم والمتكامل. السموات السبع ليست مجرد عدد، بل هي مستويات متتابعة تتناغم فيما بينها.
  • سموات: تعني الفضاءات أو الأبعاد أو الطبقات العالية فوق الأرض.
  • طباقًا: يشير إلى أن السموات السبع متطابقة، أي متراكبة ومنظمة بحيث يغطي بعضها بعضًا في نظام دقيق.

ب. التفسير

الآية تشير إلى أن الله خلق سبع سموات متطابقة أو مترابطة بطريقة لا يوجد فيها تفاوت أو خلل. الكلمة “طباقًا” تؤكد فكرة التناسق والتنظيم بين السموات، حيث أن كل سماء تتبع الأخرى بشكل متوازن ومتناغم. معنى “سبع سموات طباقًا” يعبر عن بناء دقيق من طبقات السماوات التي تشكل نظامًا كونيًا لا خلل فيه.

  1. تحليل النص القرآني: “ومن الأرض مثلهن

قال الله تعالى:

اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ۚ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا
(الطلاق: 12)

أ. التحليل اللساني

  • سبع: العدد سبعة هنا أيضًا يعكس التعدد المتناغم.
  • سموات: تشير إلى الفضاءات العلوية.
  • ومن الأرض مثلهن: يعني أن الأرض تحتوي على مستويات أو طبقات مشابهة لتلك الموجودة في السماوات، سواء في البناء أو التنظيم.

ب. التفسير

الآية تبيّن أن الله خلق من الأرض مثل السموات السبع، أي أن الأرض تحتوي على مستويات أو طبقات مشابهة للسماوات. معنى “مثلهن” يشير إلى التشابه في البناء والتنظيم بين السماوات والأرض. “يتنزل الأمر بينهن” يشير إلى حركة الأمر الإلهي بين هذه الطبقات، سواء كانت سماوية أو أرضية، مما يعزز فكرة النظام الإلهي الدقيق والشامل.

الخلاصة

النصوص القرآنية التي تتناول “سبع سموات طباقًا” و”ومن الأرض مثلهن” تعبر عن نظام كوني متكامل ومتوازن. السموات السبع متراكبة ومنظمة في طبقات متماسكة، والأرض تحتوي على طبقات مشابهة لها. مفهوم “سبع” يعكس التعدد المنظم والمتناغم، و”طبق” يعبر عن التطابق والتناغم بين هذه الطبقات.

 

أسفل النموذج