دراسة تحليل كلمة “إنجيل” في اللسان والقرءان

          نزل القرءان بلسان عربي مبين وهذا ينفي وجود أي  كلمة؛ بل صوت أعجمي في خطابه خلاف ما هو شائع عند بعض الباحثين حيث يدعون وجود كلمات أعجمية يخالفون بذلك وصف القرءان لذاته، كما أن جذور الكلمات في اللسان العربي هي ثنائية أو ثلاثية ولا يوجد جذور رباعية فصاعداً، وهذا يعني أن عند الدراسة ينبغي تفكيك الكلمة وإزالة الأحرف الزائدة وإرجاعها لجذرها وضبط دلالة المفهوم ومن ثم الرجوع إلى شكل الكلمة الحالي مع الأحرف الزائدة لتحديد دلالتها ومعناها وفق مفهوم الجذر و السياق الذي أتت بت.

دمج كلمتين في كلمة واحدة هو أسلوب لساني يعمل على اختصار وتعزيز المعنى، مما يساعد في التعبير عن حدثين أو حالتين مترابطتين في الوقت ذاته. يتم ذلك عبر ضم عنصرين يشيران إلى واقعتين أو ظرفين، ما يعكس التفاعل بينهما في سياق واحد. في بعض الأحيان، يكون دمج هذه الكلمات ليشكل معنى إضافي، كما أنه قد يعكس تعبيرًا عن تداخل الظواهر أو الأحداث بطريقة لسانية دقيقة، والدمج يخضع لقواعد منطقية ولسانية وليس دمجاً اعتباطيًا أو اصطلاحياً،  وفي الثقافة العربية كان العرب يستخدمون هذا الدمج مثل كلمة دحرج، وبرمَل، وشرشر، وكركر…. واستخدم القرءان هذا الأسلوب مثل:

 “دمدم” في قوله: {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا} الشمس14

“زلزل” في  قوله: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا }الزلزلة1

“عسعس” في قوله: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ }التكوير17

لدرس الآن كلمات كأمثلة تطبيقية وهي”جبريل” و”إسرائيل” وإسماعيل” .

نجد في القرآن الكريم، أن كلمة “جبريل” هي دمج لكلمتين: الأولى “جبَر” وهي مشتق من الجبر أو القوة، والثانية “إيل” وهي إشارة إلى إله أو القدرة إلهية المرجعية العظمى. يتم دمج هذين العنصرين لتشكيل اسم ملاك يتسم بالقوة الإلهية والقدرة في إيصال الوحي الإلهي، وهذا الدمج يُظهر الكائن كجسر بين الإلهي والبشري.

أما “إسرائيل” فهي أيضًا دمج لكلمتين تشيران إلى مفهومين مختلفين: الأول “إسر”  من سري بمعنى الحركة الحرة المكررة بامتداد زماني، والثانية “إيل” كما في “جبريل”، وهي دلالة على الإله أو السلطة الإلهية. دمج هذين العنصرين يشير إلى حالة من البحث عن الله وعبادته ومن ذلك المعنى ظهر تعريفها بالباحث عن الله أو عبد الله

إسماعيل: إسماعيل هي كلمة مركبة من: “سمع”: الجذر العربي س م ع، الذي يدل على السمع أو الاستماع

 “إيل”: اسم الله

. إسماعيل تعني الذي سمع الله أو الذي استجاب لل

      بعد هذا التوضيح والتطبيق سنتناول كلمة “إنجيل”  مع استبعاد الراي الذي  يقول إنها ترجمة لكلمة يونانية وبالتالي هي أعجمية، فهل هي من “نجل” كما يقال في القواميس أو “نجو” من النجاة أو هي كلمة مركبة من كلمتين لنرى ذلك وفق ما تقدم آنفاً .

بناءً على الأسلوب العربي في تركيب الكلمات، ومقارنة بينها وبين كلمات مشابهة في التركيب مثل “إسرائيل”، “إسماعيل”، و”جبريل”.

    تحليل كلمة “إنجيل”

كلمة “إنجيل” لسانياً وصوتياً، نجد أنها مؤلفة من كلمتين

إنج  وهي من “نجو”: الجذر العربي ن ج و الذي يدل على النجاة مثل كلمة “إسر” من سري. في كلمة إسرائيل.

“يل”: وهي تشير إلى إيل، التي تعني “الله” في أصل بدء اللسان كما أتت في بعض الأسماء مثل “إسرائيل” و”إسماعيل” و”جبريل”.  إذا نظرنا إلى الكلمة “إنجيل”، يمكننا تحليلها على النحو التالي: “إنج” تأتي من “نجا”، بمعنى النجاة أو الخلاص و. “يل” هو اسم الله، كما في “إسرائيل” و”إسماعيل”، ويشير إلى الصلة بالله. وبذلك، يكون المعنى لـ “إنجيل” هو النجاة بالله أو النجاة إلى الله. الآيات القرآنية التي تدل على مفهوم “النجاة

الخاتمة

    في حالة “إنجيل”، من المنطقي أن نعتبرها مؤلفة من “نجا” و”إيل”، مما يجعل المعنى الراجح “النجاة بالله”، وهو يتماشى مع مفهوم الكتاب السماوي الذي يأتي بهداية للناس، وهذا يتماشى مع مفهوم الكتب السماوية في القرآن التي تحمل رسالة الهداية والنجاة من الضلال. إضافةً إلى ذلك، الكلمة تتبع نمطًا مشابهًا لكلمات مثل “إسرائيل” و”إسماعيل” و”جبريل”، حيث تكون الكلمات مركبة من جزئين يشيران إلى معنى عميق يرتبط بالله أو بما يتعلق به. وبعد معرفة دلالة كلمة “إنجيل” لاباس  أن نقول تدل ثقافة على البشارة والخلاص فهذا المعنى من لوازم مفهوم النجاة بالله بمعنى التمسك بما أنزل الله وعبادته من خلال العمل الصالح للناس.