سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ
“سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ” (القلم: 16)
تحليل لسانـي
أولًا: التحليل اللساني للجذور والمفردات
سَنَسِمُهُ (الجذر: وسم)
- و: امتداد منضم مكانيًا.
- س: حركة حرة انسيابية.
- م: جمع منضم متصل.
الوسم هو وضع علامة أو أثر ثابت على شيء ما، سواء بالحرق أو النقش أو أي طريقة أخرى.
الْخُرْطُومِ: (الجذر: خرط)
- خ: طراوة وارتخاء.
- ر: تكرار واستمرار.
- ط: دفع وسط.
الخرطوم هو العضو الممتد الطري، ويستخدم للسحب أو الضخ، وهو في الآية كناية عن الأنف.
ثانيًا: التحليل المنطقي
- الفعل “سنسمه” يفيد الوعد بشيء حتمي الوقوع، وهو مرتبط بوضع علامة مميزة.
- “الخرطوم” يشير إلى الجزء البارز من الوجه، وهو إشارة إلى الأنف كموضع ظاهر للوسم.
- الأنف رمز للكبرياء والعزة عند الإنسان، لذا فالوسم عليه يحمل دلالة الإهانة والفضح.
ثالثًا: التحليل القرآني والسياقي
- جاءت الآية ضمن سياق الحديث عن أعداء الحق، وتحديدًا كيد المستهزئين بالنبي.
- الوسم على الخرطوم يُشير إلى عقوبة ظاهرة ومُهينة، قد تكون في الدنيا أو الآخرة، تعبر عن إذلال المجرم وفضحه.
- هذه العقوبة تتماشى مع مفهوم “العذاب الأدنى” الذي يتحدث عنه القرآن في مواضع أخرى كعقاب دنيوي قبل العذاب الأكبر.
الاستنتاج
الآية تعبر عن عقوبة مهينة تتمثل في وسم العدو على موضع العزة في وجهه، بما يرمز إلى فضحه وكشفه أمام الناس.
اضف تعليقا