الفرق بين “المشركين” و”الذين أشركوا”

١. الفرق اللساني

  • “المشركين”:

{وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }البقرة135
هي صيغة اسم فاعل (جمع مذكر سالم) من الفعل الرباعي “أشركَ”، وتُستخدم لوصف الحالة الدائمة أو الصفة الثابتة للمخاطَبين.
مثال: “مُشرِك” تعني “مَن يَفعَل الشِّركَ بشكلٍ مستمر كحالة لازمة له”.

    • تُشير إلى الهوية أو الوصف الذاتي للفرد أو الجماعة (كصفة ملازمة).
  • “الذين أشركوا”:

{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ }الأنعام22
هي جملة فعلية مكونة من:

    • الاسم الموصول “الذين” حين الإطلاق فهو خطاب إنساني يشمل الذكر والأنثى.
    • الفعل الماضي “أشركوا” (فعل ماضٍ مبني للمعلوم).
    • هنا التركيز على الفعل المحدد (عملية الإشراك) وليس على الصفة الدائمة.
    • تُشير إلى حدث محدد أو فعل تم ارتكابه، وقد يكون مؤقتًا أو مرتبطًا بموقف معين.

٢. الفرق السياقي في القرآن:

  • “المشركين”:
    تُستخدم في القرآن لوصف الفئة التي تعتنق  تمارس الشرك كحالة راسخة،

    • يُذكَرون في سياق التحذير من عواقب الشرك ووصف حالهم في الآخرة.
  • “الذين أشركوا”:
    تُستخدم للإشارة إلى فعل الشرك ذاته أو مجموعة معينة ارتكبت هذا الفعل، وقد يكونون من أهل الكتاب أو غيرهم ممن أشركوا بعد الإيمان.

٣. فروق دلالية إضافية:

  1. العموم والخصوص:
    • “المشركين” أعمُّ، تشمل كل مَن اتخذ الشرك منهجًا.
    • “الذين أشركوا” أخصُّ، تُطلَق على مَن ارتكبوا الشرك في موقف معين (حتى لو لم يكونوا مشركين بحالتهم الدائمة).
  2. الزمن:
    • “المشركين” تُعبِّر عن الحاضر و الاستمرارية.
    • “الذين أشركوا” تُعبِّر عن الماضي أو الفعل المُنجَز.
  3. العلاقة مع الخطاب القرآني:
    • “المشركين” غالبًا ما تُذكر في سياقالمواجهة الإيمانية (مثل سورة الكافرون).
    • “الذين أشركوا” تُذكر غالبا في سياقبيان الجرم والعقاب 

الخلاصة:

  • المشركين: وصفٌ لِهوية الفئة المُعانِدة للإيمان.
  • الذين أشركوا: إشارةٌ إلى الفعل المُجرَّد وعواقبه، وقد يشمل مَن ارتكبوه ولو لم يكونوا مشركين بالهوية.