حَاشَ لِلّهِ

  • الحاء (ح): تدل على حركة توسع وأرجحة، أي شيء فيه نوع من الامتداد أو التفريق المتذبذب.
  • الألف(آ): حركة تدل على امتداد وإثارة زمكانية
  • الشين (ش): تدل على انتشار وتفرق، أي حركة تتوزع وتتشعب في اتجاهات متعددة.

تحليل الكلمة “حاش”

عند دمج هاتين الحركتين، يتولد معنى يشير إلى فعل إبعاد شيء وانتشاره بعيدًا عن مركز معين. أي أن الكلمة تدل على عملية إقصاء أو تنزيه عن أمر ما عبر نشره بعيدًا أو رفض التصاقه بالمذكور.

في الآية:

  • {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ }يوسف

نجد أن السياق يتحدث عن رفض النسوة التهمة التي نُسبت إليهن بشأن يوسف، فكان ردّهن بكلمة “حاش” كأنهن يقمن بعملية إبعاد وتنزيه وتنفي عن يوسف أي سوء، بحيث لا يلتصق به هذا الاتهام نهائيًا.

لماذا لم يقلن “حاشا ليوسف”؟

قد يبدو من المنطقي أن يقلن “حاش ليوسف” لأنهن يبرئنه من التهمة، لكن اختيارهن لعبارة “حاش لله” يعكس دلالة أعمق:

  1. التنزيه المطلق وليس مجرد النفي:
    • لو قلن “حاش ليوسف”، لكان ذلك مجرد دفاع عن شخصه، لكنه قد يُفهم على أنه رأي شخصي.
    • استخدام “حاش لله” ينقل المسألة إلى مستوى أعلى، بحيث يكون وجود أي سوء في يوسف أمرًا يتنافى مع العدل الإلهي، أي أن براءته ليست مجرد افتراض بل هي ضرورة ضمن ميزان الحق الكوني.
  2. نقل التركيز من الشخص إلى المنظومة الكلية:
    • عبارة “حاش لله” تؤكد أن هذا الاتهام نفسه غير منطقي وغير ممكن ضمن ميزان العدل الإلهي، وليس فقط نفيًا عن يوسف كشخص.
    • هذا يجعل الدفاع أكثر قوة لأنه يستند إلى قاعدة كونية وليس إلى مجرد شهادة بشرية.
  3. تجنب الشك والتأكيد على النزاهة المطلقة:
    • قول “حاش لله” يعني أن المسألة محسومة وليس فيها مجال للشك، بينما “حاش ليوسف” قد تُفهم على أنها رأي مستند إلى معرفتهن الشخصية به.

مقارنة بالسياقات الأخرى

كلمة “حاش” وردت في النصوص غالبًا في سياق التنزيه أو الإبعاد، لكنها ليست مجرد “تنزيه إيجابي” فقط، بل إقصاء قوي باتجاه الانتشار بعيدًا، وكأنها تضع حاجزًا بين المذكور وما يُراد نفيه عنه.

النتيجة

استخدام “حاش لله” بدلًا من “حاش ليوسف” يعكس تأكيدًا أقوى على البراءة، حيث يتم نفي التهمة ليس فقط عن يوسف، بل عن إمكانية وقوع مثل هذا الظلم ضمن النظام الإلهي نفسه، مما يجعل التبرئة أكثر قوة ومنطقية.