قواعد دراسة كلمة الرب في القرءان وعائديتها
1- المفهوم اللساني
كلمة “رب” تدل على التربية والإدارة والتدبير والعناية ، وهذا يدل على عموميتها وتطلق على كل من تحقق به هذا المفهوم.
2- الاستخدام القرءاني
نزل القرءان بلسان عربي مبين ، واستخدم كلمة الرب بصور متعددة:
– على الله نفسه مثل: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الفاتحة2
(إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ)آل عمران51
– على الإنسان الحاكم والمدير، مثل: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ }يوسف42
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }يوسف23
وهذا يدل على أن كلمة الرب في القرءان ليست دلالتها حصراً على الله ، وإنما استخدمها على غيره من الخلق، وبالتالي ليس أينما وردت كلمة الرب تعني الله، ولابد من قرائن ومفاهيم تضبط التدبر لتحديد دلالة كلمة الرب في النص من هو المقصود.
3- كلمة الرب منفردة لم تأت لله، مثل الخالق البارئ المصور…الخ، {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }الحشر24، وبالتالي ليست هي اسمًا له بل مقام وصفة يضاف له ( رب العالمين)
4- كلمة العبادة عامة
وتعني بعمومها الخضوع والطاعة والتعظيم والتذلل ، وقد تتحقق كل هذه الصور وقد يظهر بعضها فقط حسب إضافتها
- تتعلق بالله رب العالمين
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }الفاتحة5
{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الحجر49
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53
- تتعلق بأرباب العمل، ويظهر معنى الطاعة والالتزام بنظام الأرباب مثل: {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }النور32
- تتعلق بالأرباب المكلفين بإدارة الخلق والوحي، ويظهر معنى الالتزام والطاعة لما أنزلوا من وحي والنظام السنني،مثل
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ }التحريم10
{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ }ص45
5- كلمة الدعاء عامة
وفغل التوجه بالدعاء لا يكون إلا لله حصراً .
- تتعلق بالله، مثل: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً }الإسراء110
- {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ }النحل20
{وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ }الأنعام52
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }الحج62
- تتعلق بالأرباب كاستجابة وتنفيذ للدعاء بأمر من الله بدلالة مجيء ضمير الجمع،مثل:
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }الأنبياء90
6- مفهوم يعبدون من دون الله :
{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ }النحل73
يجعلون لجهة ما (شخص، كائن، فكرة، سلطة…) تأثيرًا مستقلًا عن الله.
يخضعون لها ويطلبون منها النفع/الضر/الرزق وكأنها تمتلك أو تقدر. على الفعل استقلالا عن نظام الله وأمره.
7- قواعد عائدية كلمة الرب:
- العبادة والاستعانة والدعاء لا يكون إلا لله
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }الفاتحة5
- دراسة السياق للنص كله
- استحضار المنظومة التي ينتمي إليها موضوع النص
- محل الخطاب من الواقع
- الإضافة و التعلق لكلمة الرب
- ذكر أفعال ذاتية حركية للرب ينفي عنها تعلقها بالله، مثل:
{وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً }الفجر22
اضف تعليقا