عرض كتاب “اللغة الموحدة” لسبيط النيلي

          يعد كتاب “اللغة الموحدة” من أهم أعمال المفكر سبيط النيلي، الذي قدم نظرياته حول اللسان العربي من منظور علمي قائم على المنطق والرياضيات. يسعى في هذا الكتاب إلى إثبات أن العربية ليست مجرد لغة كباقي اللغات، بل هي اللسان الموحد الذي يحمل نظامًا دقيقًا يعكس قوانين كونية في التكوين والتعبير.

أطروحة الكتاب الأساسية

يطرح النيلي فرضية جريئة وهي أن اللغة العربية هي اللغة الأصل التي بُنيت وفق نظام رياضي دقيق، بينما باقي اللغات العالمية ما هي إلا تحريفات وانحرافات عن هذا الأصل. يعتمد في ذلك على تحليل رياضي ومنطقي لدلالات الحروف والجذور اللغوية.

المفاهيم الأساسية في الكتاب

  1. نظرية الدلالة الصوتية
  • لكل حرف عربي دلالة صوتية محددة تعكس معنى أوليًا لا يتغير.
  • تركيب الأحرف في الجذور يشكل مفاهيم دقيقة غير قابلة للاعتباطية، أي أن الألفاظ ليست مجرد اتفاقات بشرية بل هي حتميات رياضية.
  1. الفرق بين اللغة واللسان
  • يرى النيلي أن العربية ليست لغة بالمعنى التقليدي، بل لسان موحد يعتمد على نسق دلالي صارم.
  • اللغات الأخرى – وفق رأيه – تفتقر إلى هذا النظام، مما يجعلها ناقصة أو غير منطقية.
  1. المنهج العلمي في التحليل اللغوي
  • يعتمد الكاتب على أسلوب التفكيك وإعادة التركيب للألفاظ والجذور.
  • يؤمن بأن أي انحراف في نطق الكلمة الأصلية يؤدي إلى انحراف في معناها، وهو ما يفسر تطور اللغات الحديثة بشكل غير دقيق مقارنة بالعربية.

أهم الحجج التي يقدمها النيلي

  • عدم اعتباطية الألفاظ: الكلمات في العربية لها منطق داخلي نابع من تركيب الجذور، وليس مجرد توافق اجتماعي على المعاني.
  • الترابط البنيوي بين الأصوات والمعاني: كل صوت في الكلمة يضيف عنصرًا دلاليًا محددًا، مما يجعل العربية لغة رياضية بامتياز.
  • تطور اللغات عن العربية وليس العكس: يرى أن اللغات القديمة (مثل السومرية أو اللاتينية) ليست أصلًا للغات البشرية، بل هي تحريفات عن العربية.

الخلاصة

“اللغة الموحدة” هو عمل فلسفي لغوي عميق يحاول إعادة النظر في أصل اللغة العربية من زاوية رياضية ومنطقية. سواء اتفق القارئ مع سبيط النيلي أو لم يتفق، فإن الكتاب يطرح أسئلة جوهرية حول العلاقة بين اللغة والفكر، ومدى ارتباط النظام اللغوي بالقوانين الكونية.