لماذا خلقنا الله ؟

لماذا خلقنا الله ؟
السؤال يدل ضمناً عند السائل على إيمانه بعدة مفاهيم :
– وجود الله الخالق الأحد الأزلي السرمدي الذي ليس كمثله شيء.
– وجود الله مغاير لوجود الفعل ضرورة، فالله أزلي ، والفعل حادث.
– كان الله ولاشيء معه ومن ثم ابتدأ الخلق بعد أن لم يكن بقدرته وإرادته.
– الله حي قيوم أحد صمد عليم حكيم قدير خلق الخلق ليس عن حاجة له ولا عبث ولا ملل.
– بطلان فرضية الدور والتسلسل للوجود .
– الإيمان بوجود الكائن العاقل الحر ( الإنسان)
وكل ما مضى هو جواب عن سؤال ( كيف وجدنا)
وبعد ثبوت ذلك ينتقل العقل بشكل منطقي إلى سؤال ينتج عن الأول وهو لماذا وجدنا؟
وهذا محل سؤال المنشور.
وطبيعة السؤال له جانبين أو تعلقين:
الأول : يتعلق بالله ذاته وحكمته ، والجواب هو فعال لما يريد وله الأمر والخلق ، مع إثبات ما ذكرنا من مفاهيم كونه عليم حكيم قدير حي قيوم وخلق الخلق لا عن حاجة ولا عبث ولا ملل، وبالتالي يستحيل العلم بجواب لهذا الجانب من السؤال الذي يتعلق بالله ، والجواب على هذا الجانب لا يهم الإنسان وهو خارج مقاييسه النسبية ولا يفيده بشيء وسوف يبقى السؤال لماذا خلقنا الله بالنسبة للسائل معروض دون جواب يدخل في العقل الإنساني.
الثاني: يتعلق بوجود الإنسان ذاته كونه موجود حقيقة ككائن عاقل حر وليس وهمًا ولا مفهوم ذهني، والجواب يهم الإنسان لتعلق الجواب بحياته، ولم يترك الخالق السؤال دون جواب فأجابه خلقتك لتمارس الحرية في خلافة الأرض وتعمرها وفق السنن وجعلت ذلك الفعل اختبار وامتحان لك وتدريب لترتقي بالحياة هذه إلى حياة أخرى دائمة، فحصل الإنسان على جواب السؤال الثاني والثالث مع بعض ( لماذا وجدنا وأين نذهب بعد الموت) وثبت عنده اليوم الآخر والبعث بعد الموت,
فنحن خُلقنا ضمن نظام معين ومقاصد محددة وغايات وليس نحن الذي نضع نظام الخلق ، وما علينا إلا نعيش وفق هذا النظام ونتحرك بحرية ضمنه ونقوم بمهتنا، والأمر كمثل لعبة كرة القدم يوجد نظام للعبة ومن يشارك بها يتقيد بنظامها ويتحرك في الملعب بحرية وفق نظامها ولا يحق له التدخل بنظام اللعبة أو يظهر رفضه للنظام ، والفرق بينهما أن الإنسان ملزم على ممارسة حريته وفق هذا النظام الكوني ولا يحق له الاعتزال والانسحاب من الحياة.