تعليقات على كتاب “أيديولوجيا الإسلام السياسي والشيوعية”

أيديولوجيا الإسلام السياسي والشيوعية https://cutt.us/szLG5
1- ص 25 : القوم الذين أُطلق عليهم العرب محصورين في شبه الجزيرة العربية.
من الخطأ اختزال العرب فيهم، فالكنعانيون والفينيقيون في بلاد الشام من العرب، وهم أصحاب نهضة وحضارة وفلسفة وتفكير مستنير، وهم أساتذة الغرب باعترافهم.
وما نُقل عن ابن خلدون من إنقاص من قيمة العرب مشكوك بصحة نسبه إليه، وخاصة أن مقدمته قد أصابها التحريف من قبل الغرب.كما أن البدو جزء من المجتمع ولا يمثلونه، وبالتالي فرأي الدكتور الجابري أيضاً مبالغ فيه لأنه اعتمد على القبائل الموجودة في شبه الجزيرة العربية وسحب حكمه على العرب كلهم.
فالإنقاص من قيمة العرب عموماً، واتهامهم بالتخلف وضيق النظر مؤامرة يهودية غربية.
وينبغي حصر الدراسة في المجتمع المعني ودراسة سبب تخلفهم ، وعدم تعميم ذلك على الأمة كلها.والانتباه لمفهوم كلمة( عرب) وأنها مدح وليس ذماً، وهي ليست في الأصل اسماً لقومية، انظر لاستخدام القرآن لها.
– راجع ” مفهوم كلمة العربية بين الفطرة والقومية ” من كتابي علمية اللسان العربي وعالميته.
2- ص 25: لا يصح القول “الروح الوثنية” لأن مفهوم الروح إيجابي وهي من أمر الرب.
3- ص 25- 29 : لا يصح استخدام كلمة خاتمية على الرسالة، لأن الختم للشيء لايسمح بالتعامل معه داخلياً وهو مختوم دون فك ختمه،لذا؛ القرآن استخدم كلمة الإكمال للرسالةالتي تدل على إمكانية التعامل معها وفق حدودها، واستخدم كلمة خاتم للنبوةلإنهاء بعث النبوة وإغلاق بابها.
انظر قوله تعالى:
-{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ }الأحزاب40
-{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً }المائدة3
4- ص 27: قولك: إن قطع يد السارق قانون وضعه ” الوليد بن المغيرة ” قبل الإسلام، و اعتمده الإسلام عقوبة.
كلام غير صواب، وذلك من وجهين :
أ‌- التشريع الإسلامي نازل سواء قال به أحد سابقاً أم لم يقل، وكلمة ( اعتمده) تدل على أن جهة سابقة وضعته فتم استحسانه، وهذا غير متحقق بالشرع الإسلامي، ويتناقض مع صفة العليم والحكيم لله.
ب – دلالة كلمة (قطع) غير كلمة (بتر)، والحكم الجاهلي كان بترُ اليد لا قطعها.
انظر قوله تعالى: {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَأَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ }يوسف31
5- ص 27 : قولك: اكتمال العقيدة. خطأ من وجهين:
أ- كلمة العقيدة لم يستخدمها القرآن، وهي تدل على مجموعة من التصورات المبدئية التي ينعقد عليها القلب سواء أكانت حقاً أم غير ذلك، ويترتب عليها الحروب وإراقة الدماء ورفض الآخر.
ب – تقصد بكلمة ( العقيدة) التوحيد أو الإيمان وهذا أمر لا يقبل التجزؤ حتى يكتمل. فهو القاعدة الفكرية الثابتة منذ ابتداء نزول الإسلام، وتمثل ذلك بالإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح.( لا إله إلا الله).
6- ص 29 : نفيك لدمج السلطتين الدينية والمدنية عن الرسول صواباً، ولكن لابد من التصريح بعدها مباشرة أنه لم يفصلها أيضاً، والعلاقة بينهما جدلية ، لا فصل ولا دمج، وحركة الدولة تقوم على المحور الثابت والمتغير وفق السيرورة والصيرورة.
7- ص 30: قولك (رجل دين ورجل دولة عن النبي). لا يوجد في الإسلام رجال دين أو كهنوت. وما فعله النبي هو قيادة الأمة وَفق تفاعله مع الدين الذي صار ثقافة اجتماعية.فالدين للمجتمع ثقافة ، والدولة منبثقة من المجتمع، والسلطة أداة للدولة.
8- ص43 : قولك: (فطر الإنسان منذ الأزل) لا يصح استخدام كلمة الأزل على غير وجود الله، لأنها تدل على الوجود دون بداية، وذلك يقتضي ضرورة الاستمرار إلى ما لا نهاية الذي هو دلالة كلمة( السرمدية).
9- ص 99: قولك :ما إن رحل النبي إلى جوار ربه. لا يصح استخدام كلمة (رحل، وجوار) على الله، والأولى استخدام : انتقل إلى رحمته تعالى، أو توفي.
10 – ص 122: استخدام كلمة (الرعية) خطأ وهي مفهوم يهودي دخيل على الثقافة الإسلامية، ولم يستخدمها القرآن إلا للأنعام ، انظر قوله: {كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى }طه54، والرعاية موجهة فائدتها للراعي، وبالتالي لايصح إطلاقها على الله، بخلاف كلمة( العناية) فهي موجهة إلى مصلحة المعتنى به.انظر إلى رعاية العجول، والعناية بالمرضى.
دمشق 6\ 4\ 2010
سامر إسلامبولي