الانتحار جريمة بحق النفس الإنسانية

الحياة الإنسانية مقدسة ومُصانة ما ينبغي لأي كان أن يزهقها إلا بحقها، وحق إزهاق النفس هو أن يقدم الإنسان على زهق حياة إنسانية بريئة فيطبق عليه المثل ويُزهق حياته من باب الجزاء من جنس العمل
{وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً }الإسراء33
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً }النساء29
فالحياة للإنسان أمانة في عنقه مسؤول عن التصرف بها خيراً أو شراً، وما ينبغي أن يهملها ويزهق حياته لأي سبب كان، وزهق حياة الإنسان لنفسه هو دليل الهروب من الحياة، والضعف عن مجابهة الأحداث والأخذ بزمام الأمور، ونفاذ الصبر الذي يدل على تجاوز الحدث والتعامل مع الواقع ومحاولة تغييره ومتابعة المشوار، ومن يحاول الانتحار يكون صبره نفذ وتفكيره ماضوي أو لحظي واستسلم للعجز والمرض والخوف وحكم على نفسه بالموت وأراد أن ينفذ بنفسه الحكم ويعدم نفسه
ينتشر التفكير بالانتحار عند النفوس المريضة، أو الذين تعرضوا لصدمة عاطفية أو أزمة كارثية، أو عديمي الثقافة الروحانية ، ويجمعهم كلهم فقدان التوازن النفسي واضطراب التفكير وغياب المبرر للحياة لظنهم أنها انتهت بالنسبة إليهم ولا يوجد أي مبرر لاستمرارهم بها ، ولا يعودون يرون في الحياة إلا نصف الكأس الفارغ، لذلك؛ غالبا الذي يعيش في هلوسة الانتحار يكون مصاب بالاكتئاب بمعنى تفكيره ماضوي سوداوي انعزالي يكره الناس ويظن أن الناس تكرهه أيضاً، ويعيش بحالة ذهنية يجترها ربما سنوات طويلة وقد لا يخرج منها أبداً ويرفض أي مساعدة تقدم له من قبل الآخرين.
والمجتمع بمؤسساته وخاصة مؤسسة الحكم هي التي تحمل المسؤولية الأكبر في انتحار الأفراد