تحذير من دعوات شيطانية بلباس قرءاني وعقلاني

ظهر في الآونة الأخيرة مجموعة من الكُتَّاب الجُدُد يدَّعون أنهم باحثون في القرءان ولهم منهج خاص بهم ويدَّعون أنه الصواب، وتطرفوا في ادعائهم فيما بينهم بدرجات متفاوتة فأحدهم وصل إلى أن القرءان من كلام محمد وتأليفه ضمن الأرضية المعرفية حينئذ وهو خاص في زمنه ولايصلح للدراسة الحالية إلا ككتاب تاريخي، وصار يسخر كل حين ومين من النص القرءاني لمجرد أنه لم يفهمه، مثل ( القبانجي) وصرح الرجل أنه ليس على دين محمد وأنه رجل علماني إنساني ولو أنه مازال يحتفظ بلباس الكهنوت الديني على الملة الشيعية .
وآخر تطرف في دراسة القرءان (الحفار) لدرجة أنه أنكر النبي محمد نفسه وصار يشتمه بفحش ، وأنكر وجود مكة والكعبة وكل ماهو ثابت في تاريخ الأمة وجغرافيتها وثقافتها من صلاة وصيام وحج …حتى وصل لمبنى النص القرءاني ذاته وادَّعى أنه محرف وصار يزيل النقط والتشكيل حسب مزاجه وهواه، فقال مثلاً: إن كلمة ( التين و الزيتون) محرفتين فهما على الشكل الحالي لامعنى لهما ولافائدة من ذكرهما ، والصواب هو ( واللين والزينون) من الليونة و الزينة !! ولكم أن تتصوروا لو كل شخص لم يعجبه لفظ الكلمة ومعناها فذهب يحرف تنقيطها وحركاتها وغيَّرها كما يحلو له، هل يبقى من النص القرءاني الأصلي شيئاً، لأن رأي فلان بالتنقيط غير ملزم لوجود احتمال آخر، وقام أحد القراء الأذكياء وردَّ عليه وقال: أنا أجد جملة (ذلك الكتاب لاريب فيه) كلام فارغ ولامعنى له لوجود الريب فيه، والصواب هو ( ذلك الكباب لازيت فيه)!! فبهت الذي حرَّف وكذَّب وكفر بالقرءان وطرده من الصفحة فوراً!!!
وظهر أيضا هذا الرجل محل المنشور (رائد) على أنه باحث قرءاني غيور ينشر العلم والنور بين الناس، وطبيعي أن يوجد ضمن دعوات الشيطان كلام صواب ومعسول حتى يقبله الناس وإلا نفروا عنه فوراً، ويقوم بدس السم خلاله دون أن يشعر القراء والمتلقون للأفكار فنجده يصرح بكل جهل ودون حياء إن الخطاب القرءاني يقوم على الترادف وليس نفي الترادف وصار يتهم من ينفي الترادف عن الخطاب القرءاني بأنه جاهل وكافر ونهايته جهنم ….، وهذا موقف عجيب وغريب أن يصدر من باحث، ولكن ينبغي أن يظهر الحق ويتم كشف الجهلة والمدعين للعلم ، ، وهذا ماحصل مع صاحبنا المدَّعي للعلم والبحث، وكشف نفسه بلسانه وكتب متهجماً على المفكرين الجادين.
ولولا طلب بعض الأخوة الأعزاء الرد على هذا الضلال والانحراف في فهم القرءان ومنهجه لما تناولت منشور (رائد) أو رأيه بنقد (رغم اطلاعي على منشوراته سابقاً) لأني لم أشعر أن رأيه يصلح للنقاش أو التحليل والقارئ سوف يعرف ذلك وحده بعد القراءة المستنيرة ،اقرؤوا بأنفسكم
نَسْخ القرآن العظيم لنظرية اللاترادف الإبليسية.
أهدي مقالتي هذه إلى محمد شحرور وتلاميذه.
سبحانك اللهم ربّي على عظمة كتابك، معنى مُترادف واحد من خلال سورة القلم وسورة الأنبياء ينسخ نظرية اللاترادف الشيطانية.
السلام على من اتَّبع سياسة الترادف.
سُورَةُ الزُّمَر
ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحسَنَ ٱلحَدِيثِ كِتَـٰبًا مُّتَشَـٰبِهًا مَّثَانِىَ تَقشَعِرُّ مِنهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخشَونَ رَبّهَم ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُم وَقُلُوبُهُم إِلَىٰ ذِكرِ ٱللَّهِ‌ ذَٲلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهدِى بِهِۦ مَن يَشَاءُ‌ وَمَن يُضلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ ۥ مِن هَادٍ (٢٣(
*سُورَةُ الفُرقان
فَلَا تُطِعِ ٱلكـٰفِرِينَ وَجَـٰهِدهُم بِهِۦ جِهَادًا كبِيرًا (٥٢)
====================
1- تعالوا معاً إخوتي وأخواتي الكرام نرى كيف نسخ الله تعالى ودمَّرَ نظرية اللاترادف الشيطانية من خلال أحسن التفسير (القرآن الحكيم).
*سُورَةُ القَلَم
فَٱصبِر لِحُكمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ ٱلحُوتِ إِذ نَادَىٰ وَهُوَ مَكظُومٌ ( 48 )
(49)لَّولَا أَن تَدَٲرَكَهُ ۥ نِعمَةٌ مِّن رَّبِّهِۦ لَنُبِذَ بِٱلعَرَاءِ وَهُو مذموم
فَٱجتَبَـٰهُ رَبُّهُ ۥ فَجَعَلَهُ ۥ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ (50)
سُورَةُ الاٴنبیَاء
وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَـٰضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقدِرَ عَلَيهِ فَنَادَىٰ فِى ٱلظُّلُمَـٰتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبحَـٰنَكَ إِنِّى كنت من الظالمين)87
معنى كلمة النون:
من فعل نون.
النون: جمع نينان وأنوان: الحوت.
ذو النون: لقب يونس عليه السلام.
آية (٤٨) من سورة القلم: “…وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ ٱلحُوتِ…” = آية (٨٧) من سورة الأنبياء: “وَذَا ٱلنُّونِ…”
“صاحب الحوت = “ذا النون”.
“الحوت” = “النون”.
كيف تكون عندكم الجرأة بالتكبرّ والجدال في أيات الله بعد هذا الدليل القاطع أظنّ لقد حان وقت سجودكم أي ركوعكم أي خضوعكم لآيات الله جلَّ في علاه ولكن في النهاية أنتم تختاروا إمَّا طريق الجنَّة وإمَّا طريق جهنمّ.
سُورَةُ الاٴنعَام ٢٦)
[إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ }الأنبياء98
نصيحة لكم أن تبتعدوا عن آلهتكم لأنَّ مصيركم حصب جهنمّ أنتم فيها خالدون
==========================
٢): إخوتي وأخواتي الأفاضل من فضلكم انتبهوا هنالك مؤامرة كبيرة وهجمة شرسة على كتاب الله من مختلف المذاهب وخصوصاً {{{{{ مذهب اللاترادفيين }}}}}هدفهم تقسيم القرآن وتحريف الكلِمَ عن مواضعه وإبعاد الناس عن الحقيقة.
إخوتي وأخواتي الأفاضل هل تعلمون إذا قلنا آفتراضاً بأنَّه لا وجود للترادف ماذا سيحصل لهذا الكتاب العظيم؟؟؟
الجواب كالتالي: إذا قلنا لا وجود للترادف في القرآن الكريم هذا يعني أنَّنا نقول أنَّ القرآن لا يوجد فيه الجواب أي القرآن فيه أسئلة بدون جواب ويجب علينا أن نبحث عن الجواب خارج القرآن أي القرآن غير مُترابط الآيات.
وعدم جود الترادف يعني أيضاً أنَّ القرآن غير مُفسرّ وغير مُفصلّ وغير مُبيَّن والقصد بعدم وجود الترادف أيضاً يعني علينا أن نقرأ الايات ونبحث عن معناها وجوابها من خلال فلسفتنا السفسطائية وليس من داخل البيان القرآني أي يجب علينا أن نأخذ العِلْم من الأبالسة والشياطين الذين يُسمّون أنفسهم بالتنويريّين.
إنَّ وجود الترادف أي إنَّ رابط الآيات وكلماتها أي تفسيرها من خلال نفسها هو الجهاز المناعي والمضاد للفيروسات من عدم تحريفها والاستهزاء بها من خلال الفيروس اللاترادفي الفتَّاك الشيطاني
الحمد لك يا ربّ على وجود الترادف في قرآنك العظيم (ذكرك الحكيم).
٣): سيبقى وجود الترادف في القرآن الحكيم حسرة على الكافرين.
*سُورَةُ الحَاقَّة
وَإِنَّا لَنَعلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ) (49) (وَإِنَّهُ ۥ لَحَسرَةٌ عَلَى ٱلكَـٰفِرِينَ) (٥٠)
================
سامر إسلامبولي
نقد مختصر لتسليط الضوء على سطحية علاجه وكتابته وهزليتها لدرجة السذاجة
– عرَّف صاحبنا ( رائد)الترادف بقوله: إنَّ كلمة ترادف آتية من فعل ردف. وردف تعني تَبِعَ. وردفه ردفًا تعني تبعهُ وركب خلفه. وأردفَ بالشيء وعليه تعني أتبعَهُ عليه. وترادفًا تعني تتابعًا وتعاونًا. وترادفت الكلمات تعني تشابهت في المعنى.
ج- الذين نفوا الترادف لايقصدون نفي التشابه بين معاني الكلمات أو علاقتها ببعضها بوجه من الوجوه الجزئية وتداخل المعاني مع بعضها، وإنما قصدوا نفي تطابق الدلالات لكلمات مختلفة المبنى مع إمكانية وجود تداخل أو تشابه في المعنى بشكل جزئي دون التطابق بينهما الكلي، واستخدموا للتعبير عن ذلك كلمة نفي الترادف كخطأ شائع بين الباحثين في استخدامها ولم يقصدوا نفي الترادف بالمعنى اللساني الذي ذكره صاحبنا فهو ليس محل اختلاف بين كل الباحثين على مختلف المدارس اللسانية ، والقاعدة المتبناة والذي يصرحون بها هي: ( إذا اختلف المبنى اختلف المعنى ضرورة على صعيد بناء الكلمة أو الجملة ) وأثبتوا وجود الترادف بالمفهوم الصواب في اللسان العربي بمعنى ردف الكلمات مع بعضها ذات المعنى المتشابه أو المتداخل مع بعضها وخاصة التي تشترك بأكثر من صوتين بترتيب واحد كون الجذر هو ثنائي أو ثلاثي .
فماذا يقصد صاحبنا بمفهوم الترادف الذي أثبته واستنكر من نفاه؟
هل يقصد الترادف بمعنى وجود تشابه وتقارب واشتراك جزئي في معاني الكلمات المختلفة بالمبنى بحيث تدعم الكلمات بعضها في توصيل المعنى وتسلط كل كلمة الضوء على زاوية من المعنى لتغطي الحدث أو الموضوع أو محل الكلام ولتدل على أسماء متغايرة المعنى لمسمى واحد مثل الرحمن والرحيم والعزيز والغفور والخالق والبارئ والمصور …الخ، فهذه كلمات مختلفة المبنى متغايرة المعنى مشتركة لمسمى واحد وهو الله؟
طبعاً؛ لايقصد صاحبنا هذا المعنى لأن هذا رأي نفاة الترادف الشائع الذي تبناه الشحرور ومن اتبعه في نفي الترادف ، إذاً؛ يقصد صاحبنا من إثبات الترادف هو المعنى الشائع المستخدم خطأ( تطابق المعنى لكلمات مختلفة المبنى) رغم أنه عرف الترادف بشكل صواب ولكن يبدو لم يفهمه أو غفل عن تطبيقه بشكل صواب بدليل تهجمه على نفاة الترادف، أو نفترض: أنه لم يفهم عليهم وهذا ليس جيداً بحق صاحبنا ومستواه الذي قدم نفسه به كباحث !!!
ومع ذلك نجده قال في منشور آخر :
– إخوتي وأخواتي الكرام، الصلواة هي القرءان والعكس صحيح، وكل كلمة لها معنى خاص بها. والصيام هو الصلواة والعكس صحيح، وكل كلمة لها معنى خاص بِهِا. والصلواة هي الزكواة والعكس صحيح، وكل كلمة لها معنى خاص بها. والصيام هو الحج والعكس صحيح، وكل كلمة لها معنىً خاص بها.
– وقال أيضاً: قد أمرنا الله تعالى أن نتبع سياسة الترادف والتشابه والمجاز وضرب المعاني ببعضها .
ج- بصراحة لم أفهم ماذا يريد توصيله من كلامه هذا ، هل يقول بالترادف أو ينفيه أو يثبت كلاهما، وبأي معنى يستخدم مفهوم الترادف ؟!!! وهذاغير إثباته للمجاز في القرءان فهذا بحث آخر وله رد مختلف، رغم أنه نتيجة منطقية لمن يثبت الترادف فهما مسألتان متلازمتان يثبتان مع بعض وينتفيان مع بعض، ولايصح نفي أحدهما وإثبات الأخرى .
والراجح عندي يقول: بإثبات الترادف والمجاز بدليل كلامه نفسه في المنشور ، وبدليل تهجمه على نفاة الترادف ، وأفترض أنه فهم رأي نفاة الترادف بأي معنى يقصدونه كونه باحثاً وليس جاهلاً وبالتالي عالم بما يقول ويصرح به ويقصده.
ونهاية سأضرب مثلاً على طريقة تفكيره وتحليله للأمور كيف هي وما مستواها
قال (رائد): النون: جمع نينان وأنوان: الحوت.
ذو النون: لقب يونس عليه السلام.
آية (٤٨) من سورة القلم: “…وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ ٱلحُوتِ…” = آية (٨٧) من سورة الأنبياء: “وَذَا ٱلنُّونِ…”
“صاحب الحوت = “ذا النون”.
“الحوت” = “النون”.
ج- تعالوا نقلد ونحاكي طريقته في التحليل:
الرحمن اسم لله
الخالق اسم لله
الله هو الخالق وهو الرحمن
الرحمن تساوي الخالق !!!!!!
مثل آخر:
{رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ }غافر15
ذو العرش هو الله
{غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ }غافر3
ذو الطول هو الله
فنصل إلى أن ذو العرش تساوي ذي الطول !!!!
والغريب أن تجد بعض الأخوة الأفاضل ينصحون بمتابعته وقراءة منشوراته !!!!!
ولايستحق عندي (رائد)إلا أن أقول : ما اتهم به نفاة الترادف ينطبق عليه هو تماماً، والحكم للقارئ اللبيب العاقل الذي يفكر بشكل حر ويؤمن أن الخطاب القرءاني نزل بلساني عربي مبين يقوم على الحق والصدق وهو مُحْكَم في صياغته يتنزه عن الاعتباط والمجاز أو تطابق معاني الكلمات المختلفة المباني مع وجود الترادف بينها بشكل جزئي وتداخل دون المطابقة
والقاعدة التي يتبنُّونها إذا اختلف المبنى اختلف المعنى ضرورة مع وجود امكانية الترادف بينها بشكل جزئي دون تطابق المعنى )