صفات التنزيل الحكيم

1- عربي الحكم والمضمون{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً} ( الرعد 37).
2- عربي الكلمات والألفاظ {نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأمِينُ*عَلَىَ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ*بِلِسَانٍ عَرَبِيّ مّبِينٍ} ( الشعراء193-195).
3- التنزيل الحكيم نور ومبين بذاته لايحتاج إلى من يُبيّنه، لأن كلمة( مبين) اسم فاعل من الفعل الرباعي (أبان)التي تدل على صدور فعل البيان منها للغير(متعدي)،وهذا رد على من يقول: إن الحديث النبوي هو مبين للتنزيل الحكيم!، فكيف المبين يحتاج للإبانة؟ وكذلك هو نور، فكيف يحتاج النور لمن ينيره؟. { وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الأعراف157 وأتت صفة المبين بعد كلمة عربي لتدل على أن اللسان العربي لا يمكن أن يكون عربياً إلا إذا اتصف بالمبين ضرورة، وذلك لأن اللسان وظيفته البيان والإفصاح، بينما يمكن أن يكون شيء آخر غير اللسان عربياً فقط، وينتفي عنه صفة المبين، فيوجد عربي غير مبين نحو: حكماً عربيا،ً وعُرباً أتراباً،ويوجد مبين غير عربي، نحو الضلال المبين، والسحر المبين،بينما اللسان لابد له من الصفتين معاً عربي ومبين لاينفكان عن بعضهما،وذلك ليتحقق بالتنزيل الحكيم صفة الصلاحية والاستمرار والبركة.
4-الإنسان الذي نزل عليه التنزيل الحكيم عربي (فطرةً، وتفكيراً، ونُطقاً للأصوات العربية).
5- عربي الحركة بصورة مستمرة نحو الاستقامة خلال الزمن، والتطور المعرفي للإنسان{قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لّعَلّهُمْ يَتّقُونَ} (الزمر 28 ). وصفة العربية للتنزيل الحكيم تقتضي دراسته بمنهج عربي له ذات المواصفات، وهذه المواصفات هي ذاتها قواعد وسنن الكون، فالكون غائي في وجوده، وكل عنصر له وظيفة مرتبطة بغيره وفق المنظومة الكلية،فالكون لا يوجد فيه اعتباط أو عبث، ولا يوجد فيه مجاز، وكل عنصر له وجوده المستقل بصورة نسبية وفق المنظومة، وتظهر وظيفة العنصر الكوني ضمن علاقته مع غيره دون أن يطغى أحدهما على الآخر، ويشكلان مع بعضهما وظيفة أخرى، وانعكس ذلك على اللسان العربي المبين فخضع لذات القوانين والقواعد، بخلاف لغة القوم فقد انتفى عنها كل القواعد الكونية، فظهرت الاعتباطية في استخدامهم والمجاز وما أطلقوا عليه الترادف خطأً.
وهذا الانسجام بين عربية التنزيل الحكيم لساناً وحكماً، وعربية الكون، وعربية المنهج هو الذي يحقق للناس حياة عربية قائمة على التعايش، والتماسك، والنهضة، ويقابل المنهج العربي؛ المنهج الأعجمي (الذي تَدَخَّل الإنسان فيه صنعةً) الاعتباطي، والفوضوي، والمرتبط بالقومية، والآبائية، والأكثرية، والأنانية، والنظرة الأحادية، والفوقية، والإرهاب، واغتيال رأي الآخر، وعدم التعايش معه، إضافة لقواعد اللغة الاعتباطية التي حكمت اللسان العربي المبين.