مفهوم أولي القربى

ذا ،ذو،ذي، يختلف مبناها حسب تموضعها في الجملة من حيث الرفع والنصب والجر.
وكلمة أولو، وأولي، أيضاً تختلف حسب تموضعها في الجملة رفعاً أو نصباً أو جراً
والسؤال متى تستخدم ذي القربى ، ومتى أولي القربى؟
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النحل90
أداة( ذي) تستخدم للإشارة إلى شيء وأن الكلام متعلق به.
{وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النور22
كلمة( أولي) تدل على تحديد شيء وتعيينه وهي بمعنى أصحاب القربى، وكلمة (قربى) ليست جمعاً لكلمة (قريب) وإنما هي مصدراً، لأن كلمة (قريب) تجمع على (أقرباء) أو(قريبين) ومصدرها قرابة، بينما كلمة (قربى) تدل على الطاعات والأعمال التي يبذلها الإنسان في سبيل الله ولوجه لله {وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة99، ولو كان المقصد بكلمة (القربى) قرابة النبي لقريش ويطلب منهم مودته لكان ينبغي أن تأتي بصيغة تدل على تعلقها بالنبي مثل:(إلا مودتي في القرابة)، ولو كان المقصد طلب المودة لأقرباء النبي لأتت الجملة بصيغة ( إلا أن تُوِدُّوا أقربائي)، ولو حصل ذلك لصار النص كذباً وينقض نفي عدم طلب الأجر، لأن ذلك الاستثناء هو أجر في واقع الحال، ولكن الجملة أتت{…قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى…} غير متعلقة بالنبي ولا بقرابته قط، وهو استثناء منقطع ، وهذا يدل على أن دلالة كلمة ( قربى) غير دلالة كلمة (قرابة أو أقرباء).
{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }النساء8
وكلمة( قربى) في النص هذا لايقصد بها القرابة، لأنه لايعقل أن مجرد حضور أحد من الأقرباء وكان غنياً ينبغي أن نرزقه! ولو كان المقصد بها القرابة لأتت كلمة (الأقربون) كما في قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ }البقرة180.
وهذا يدل على أن كلمة القربى حين إسقاطها على الواقع تدل على أصحاب القربات بمعنى أصحاب الحاجات سواء الخاصة أم العامة ، فهؤلاء هم محل القربى.