مفهوم كلمة رجل

كلمة (رَجَل) في اللسان العربي تدل على فعل يصدر من الكائن الذي يتحرك بصورة مستمرة مع بذل الجهد بصورة لازمة. ومن هذا الوجه يقال للراكب: تَرجَّل. بمعنى النزول عن مركوبه والسير على قدميه. وسُمِّيَت الأرجل من هذا الباب، ولا يصح تسمية قوائم الطاولة أرجلًا!.

انظروا قوله تعالى: {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا} (الأعراف195)، {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ } (النور45).

ويقال للإنسان (ذكرًا أو أنثى) رَجل، إذا كان في شؤون حياته يعتمد على نفسه، فالأنثى العاملة والمنتجة هي رجل في معيشتها، ويقال لها الرَّجُلة في لسان العرب. ولا تنسوا أن النحلة الأنثى هي العاملة في الخلية وهي التي تنتج العسل، بينما النحلة الذكر وظيفتها اللقاح فقط، وكلاهما لا بُدَّ منهما.

إذن؛ كلمة (رجل) لا علاقة لها بنوع الإنسان ذكرًا أو أنثى!، وإنما علاقتها بالفاعلية منهما.

لنرى استخدام القرءان لكلمة (رجل):

  • أتت كلمة (رجل) بمعنى الذكور البالغين العاملين:

{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}  (الأحزاب40).

{إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ} (الأعراف81)

لو كان القصد إتيان الذكور فقط لأتت كلمة (ذكور) أو الأولاد الذكور!، ولكن بمجيء كلمة (رجال) أفادت الذكور البالغين العاملين، وخرج من مفهومها الإناث البالغات بدلالة مجيء كلمة (نساء) التي دلت على المتأخرين من نوع الإناث البالغات حسب السياق المتعلق بالممارسة الجنسية.

أتت كلمة (رجل) تشمل الذكور البالغين العاملين والإناث البالغات العاملات معًا:

{مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ } (الأحزاب4).

{ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } (التوبة108).

{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}  (الجن6).

{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } (الحج27).

أتت كلمة (رجل) بمعنى الترجل:

{فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونواْ تَعْلَمُونَ }(البقرة239).

إذن؛ كلمة (رجل) لها ثلاث حالات:

1- الذكور البالغون العاملون فقط.

2- الذكور البالغون العاملون والإناث البالغات العاملات، مجتمعين أو متفرقين.

3- صفة الترجل لكلا النوعين ذكرًا أو أنثى.

   ومعرفة دلالة كلمة (رجل) أمر يتعلق بسياق النص ومحل الخطاب من الواقع، لأنه ليس كل ذَكر رجل، ولا كل رجل ذَكر.