التلاوات للقرءان متتابعة في الأمة وتنسب لأشخاص كشهرة باسمهم فقط

التلاوات للقرءان المنتشرة في العالم الإسلامي اليوم هي :
تلاوة حفص عن عاصم .وهي منتشرة في الجزيرة والشرق عموماً ومصر والشام
وتلاوة قالون عن نافع وتكثر في أفريقيا فهناك دول كاملة تقرأ لقالون وورش عن نافع ، وهي كالتي قبلها . والدوري عن أبي عمر وهي موجود في أفريقيا كذلك .
والسوسي عن أبي عمرو وهي أقلها انتشارا
وكل هذه التلاوات قد طبعت مصاحفها في مجمع المدينة عدا الأخير ، وطبع مع مصحف التجويد في الدار الشامية بدمشق ..
وأما الانتشار فقد تغير من وقت لآخر فقد كان أهل الشام يقرؤون بحرف ابن عامر ثم قرؤوا برواية الدوري …ثم الآن بحفص .. وهذا التغير كان بعدة عوامل منها سياسية ومنها وجود العلماء الذين تبنوا تلاوة معينة وسافروا إلى بلدان أخرى ونشروها.
فلا يوجد تلاوة حجة على تلاوة أخرى أو تعد كلام الله والأخرى لا، وتلاوة حفص عن نافع المنتشرة الآن لم تكن كذلك فيما قبل والذي نشرها هو الدولة العثمانية وتبنتها دولة آل سعود فيما بعد وحافظت عليها وطبعت معظم المصاحف بتلاوة حفص ونشرتها عن طريق الحج فانتشرت في أصقاع العالم .
ونسبة هذه التلاوات لأشخاص معينة لا يعني أن التلاوة غير موجودة بالأمة ومتتابعة، ولكن هؤلاء تصدوا لدراستها وتعلميها فاشتهرت التلاوة باسمه ليس إلا، وعندما يستخدم علماء التلاوة مقولة الإجازة والسند في تلاوة معينة لا يقصدون أن التلاوة أتت عن طريقهم هم فقط ، وإنما يقصدون تعليم هذه التلاوة لفلان من الناس حصل عن طريقهم وأعطوه إجازة في ذلك مثل شهادة له كي يصير أستاذ ومدرب في تعليم التلاوة لغيره.
واختلاف التلاوات هو اختلاف يسير جداً ولا يؤثر على المفهوم أو تغيير الأحكام الشرعية ، فالحرام حرام في كل التلاوات والحلال كذلك، وما أتى من تغير إنما هو اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد أو تناقض، والأمر أشبه بتسليط الضوء على جوانب من الحدث غير التلاوة الأخرى ، رغم أن كل منها كاف وجامع وحجة، وما أتى في تلاوة ظاهراَ تكون تحتضن المعنى الآخر كموناً فتأت تلاوة أخرى فتعكس الأمر فتسلط الضوء على الكامن وتحتضن الظاهر في التلاوة الأخرى وهذا يحتاج لعلم وتدبر ليصل الباحث للمفهوم الظاهر والباطن.
نزل القرءان ذكر صوتي على قلب الرسول محمد، وتلاه الرسول على الناس فور نزوله حينئذ، وتتابع في الأمة تلاوة وتعبداً ودراسة دون انقطاع واستمر كذلك، وهو الحجة و البرهان وليس الرسم والخط، وتصوب أي مخطوطة مهما تقادم زمنها على موجب التلاوة الصوتية المتتابعة ،وظهر اختلاف التلاوات من مراجعة الوحي للنص القرءاني مع الرسول المستمر والمكرر طوال أعوام نزول النص.
وتعدد التلاوات واختلافها يقوم على عدة أمور لازمة:
1- الإتفاق بالأحكام ونفي الاختلاف
2- الاتفاق بإثبات الأخبار والأحداث وعدم تناقضها
3- الاتفاق بالمفاهيم الإيمانية ونفي تناقضها
4- صواب مضمون النص مع الحالة العلمية مع الواقع
5- أن يكون الخطاب بلسان عربي مبين
6- تتابع التلاوة في الأمة دون انقطاع
هذه الأمور الستة ينبغي أن تتحقق بأي تلاوة للقرءان ليعتد بها ، وهذا يعني أن الاختلاف بين التلاوات لايتجاوز اختلاف تنوع لبعض الألفاظ التي لاتؤثر على ما مر ذكره ، وتكون من نوع تسليط الضوء على زاوية مختلفة من الحدث أو الأمر عن زاوية التلاوة الأخرى ، وكل تلاوة كامن فيها ماظهر بالتلاوة الأخرى، ولذلك كل تلاوة كافية وشافية وحجة بذاتها وللدارس أن يعتمد على أي تلاوة ثابتة متتابعة شاء ويلزم نفسه بها.